منذ قديم الزمان والإنسان يعيش على هذه الأرض، يأكل منها، ويزرعها ،ويهذبها لتكون صالحة لمعيشته،وقد كان هذا دأب الإنسان على مر السنين، ومهما كان من طرق لتلويث البيئة أو إحداث خلل فيها، لم يكن ذلك بالقدر الكبير وذلك لقة عدد سكان الأرض قديما وقلة الاحتياجات التي كان يحتاجها الإنسان، فأكثر شيء مضر بالبيئة كان قطع الأشجار لصنع البيوت والأثاث من خشبها، البحار والأنهار كلها كانت آمنة، والهواء كان نقيًا لم تلوثه أعمده الدخان مهما كثرت، إلا أن ظهرت الثورة الصناعية التي قلبت موازين الكون، وبدأت شيئًا فشيئا بإحداث الخلل في النظام البيئي بقصد أو بدون قصد، وبدا الانسان مبهورًا بالصناعة فشرع ببناء المصانع لكل الأشياء، وتتسع فجوة التلوث ويزداد الاضطراب البيئي، إلى أن ظهرت الإشعاعات والإلكترونيات والمفاعلات النووية والموجات الكهرومغناطيسية والتذبذبات وغيرها التي انتشرت في البيئة المحيطة وأحكمت سيطرتها على نظام الكون ، وأحكمت تلوثها فيه وازدياد الخلل البيئي بشكل كبير جدًا إلى أن وَعَى الإنسان حجم الكارثة البيئية التي تحدث فبدأ يفكر في الإصلاح وبدأ بالعمليات الإصلاحية للبيئة رغم استمرار كل عوامل التدمير.
وقد ظهرت عدة مؤسسات ومنظمات تحت مسميات حماية البيئة وأنصار البيئة وانتشرت الحملات أنقذوا البيئة ولكن مثل هذه المنظمات لم يصل صوتها للكثير، وأنظمة بعض الدول لا زالت خاطئة في كثير من الأشياء التي تعتبرها صغيرة لكن تأثيرها على البيئة كبير، كمياة المجاري التي تُكب في البحار، وتسريبات البترول من السفن، وانتشار النفايات وحرقها، والزحف العمراني نحو المزارع أو الغابات لتغدو جمعات سكنية تأخذ الأكسجين ولا تعطي شيئًا.
وتبدأ طرق حماية البيئة من الأفراد فالجماعات فالمؤسسات فالحكومات فالأنظمة الدولية، وكل مما ذكر يجب أن يعمل بشكل متوازٍ مع الطرف الآخر كي يتم انقاذ البيئة ، أما أن تقوم المنظمات بحملات توعوية وحملات عملية نحو البيئة في حين أن الأفراد غير مكترثين لذلك ويستمرون في تصرفاتهم الخاطئة؛ فهذا لن يجدي نفعًا على الإطلاق.
لذا من واجب الفرد أن يكون على قدر كبير من الوعي بالحجم الكبير للخطر البيئي الذي سيعصف الكرة الأرضية يومًا ما بتدميرها بالكامل؛ لذا على الفرد أن يعي ذلك ويتخذ خطوات صحيحة في التخلص من النفايات، وفي زرع الأشجار أو الشجيرات قدر الإماكن وفي المساعدة في توعية الآخرين، في حين يكمن دور المنظمات والحكومات والمؤسسات الدولية باستخدام قوتها وسيطرتها لحماية البيئة، لنشر ثقافة الزراعة والاهتمام بالطبيعة، والتخلص السليم من النفايات الصلبة وغيرها، والعمل قدر الإمكان على تقليل العوادم والدخان من خلال تقليل السيارات التي تعمل كل يوم وذلك باستخدام أنظمة النقل الجماعي وأنظمة النقل المتعدد في السيارات فهذه النقطة لها تأثير كبير إذا تم الالتزام بها.
لقد حافظت البيئة بقدر إمكانها على توازنها، وحافظت على الإنسان والحيوان، والآن جاء دور الإنسان ليحافظ عليها ، بل لينقذها قبل أن تفقد توازنها للأبد.
المقالات المتعلقة بطرق حماية البيئة